
منذ طفولتي، كنت أعلم أن أنفي مختلف. لم يكن مجرد "أنف كبير" كما يُقال في المزاح العائلي، بل كان أنفًا معقوفًا بوضوح، بانحناءة بارزة جعلت ملامحي تبدو قاسية أحيانًا، حتى وإن لم تكن تعكس طبيعتي الودودة. لطالما شعرت أن شكلي الخارجي لا يُعبّر عني، وكأن أنفي يسرق الانتباه قبل أن أتكلم أو أبتسم.
سنوات من الإحراج والانعزال
كبرتُ وأنا أُجيد تفادي الكاميرات، أحرص دائمًا أن ألتقط الصور بزاوية محددة أو لا أظهر فيها إطلاقًا. التعليقات المبطّنة كانت مؤذية، حتى وإن جاءت بنية حسنة: "أنفك يعطيك هيبة!"، "عندك ملامح فرعونية!"… لكنها لم تكن تعكس شعوري الداخلي، فقد كنت أكره رؤية ظلي الجانبي في المرآة.
تردّدت كثيرًا في اتخاذ قرار التغيير، وظلّت فكرة عملية تجميل الأنف في دبي مؤجلة لسنوات، ما بين الخوف من النتيجة، والتردد بشأن ما إذا كان القرار نابعًا من قناعة شخصية أو ضغط مجتمعي.
دبي… نقطة التحول
في أحد زياراتي إلى دبي، سمعت عن إحدى العيادات المتخصصة في جراحات تجميل الأنف، والتي تُعرف بدقتها ونتائجها الطبيعية. كان من المذهل أن أرى صور "قبل وبعد" لأشخاص كانوا يعانون من نفس نوع أنفي… وكان الفرق مذهلًا.
قررت أن أقابل الجراح لمجرد الاستشارة، لكن ما حدث هناك غيّر حياتي. الطبيب لم يُشعرني أبدًا أن أنفي "عيب" أو "مشكلة"، بل شرح لي ببساطة كيف يمكن تعديل الانحناءة بما يُحافظ على طابع وجهي، ويمنحه توازنًا أجمل. لأول مرة شعرت أنني في أيدٍ أمينة، وأنني لست مجرّد رقم في قائمة انتظار.
رحلة التحوّل
تم تحديد موعد العملية بعد إجراء الفحوصات اللازمة. ورغم توتري، كنت متحمسة. استغرقت الجراحة وقتًا قصيرًا نسبيًا، وكانت تحت التخدير الكامل. وبعد أيام من التورم والكدمات (الطبيعية تمامًا)، جاء اليوم المنتظر لإزالة الجبيرة.
حين نظرت إلى نفسي في المرآة، شعرت بأنني أرى انعكاسي الحقيقي لأول مرة. أنفي لم يعد معقوفًا، بل مستقيمًا، ناعم الخطوط، ومتناغمًا مع ملامحي. لم يكن التغيير مبالغًا فيه أو مصطنعًا… بل كان تمامًا كما حلمت.
ما بعد العملية: حياة جديدة
اليوم، وبعد أشهر من العملية، يمكنني أن أقول بكل ثقة: كانت هذه واحدة من أفضل القرارات التي اتخذتها. لم تكن مجرد "عملية تجميل"، بل كانت خطوة تحرّر. تحرّرت من شعور النقص، من خجلي أمام الكاميرا، ومن المقارنات المؤلمة في رأسي.
أصبحت أكثر انفتاحًا على الحياة، أكثر ثقة في مقابلات العمل، وفي العلاقات الاجتماعية. والأجمل؟ أن الناس لم يقولوا "أوه، غيرتِ أنفك!"… بل قالوا ببساطة: "شكلك مشرق!"
نصيحتي لك…
إذا كنت تعاني من مشكلة مشابهة، تذكّر أن القرار لك وحدك. لا أحد يعيش في جسدك سواك، ولا أحد يملك حق الحكم على اختياراتك. التغيير ليس ضعفًا، بل شجاعة.
ودبي؟ كانت الوجهة المثالية… مزيج من الخبرة الطبية العالية، والرقي في التعامل، والرؤية الجمالية المتقدمة.
اليوم، كلما نظرت في المرآة، أبتسم… لأن أنفي لم يعد عبئًا، بل جزءًا جميلًا من قصتي.